بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
وعلى آله وصحبه الأخيار، وبعد:
[1] معنى الصبر:
الصبر هو حبس النفس عن الجزع أو حبس اللسان عن الشكوى أو حبس الجوارح عن المعاصي،
وهو ثلاث أقسام:
(1) صبر على المأمور أي على الطاعة وهذا أعلاها.
(2) صبر على المحظور أي عن المعصية.
(3) صبر على المقدور أي على ما قدره الله.
وهناك صبر جميل وهذا الذي يبتغي صاحبه وجه الله ..
والصبر إمساك النفس عمَّا تكره.
[2]الشكوى نوعان:
شكوى إلى الله ، وهذا من أساس الدين ومن تمام العبودية،
حيث لا يُطلب ولا ُيرجى ولا يُدعى إلا الله وحده فلا ملجأ ولا منجى من الله إلا إليه .
وشكوى من الله .. وهذا لا يجوز قطعا.
[3] النفس المطمئنة ..
تكون عندما يعتقد الإنسان بأنَّ:
الرزق آتيه لا محالة.
الرب ناظر إليه وحاميه.
قدره مكتوب له وهو مصيبه لا محالة.
قال عمر رضي الله عنه : ((الاستقامة هي أن تستقيم على الأمر والنهي أن لا ترغ كروغان الثعلب)).
[4] مرض القلب:
عليك بعروق الإخلاص، وبورق الصبر، وعصير التواضع،
وضع كل هذا في إناء التقوى، واخلطه ومن ثم اشربه بالعمل به في حياتك.
قال ابن القيم: ((إن سألوك عن شيخك فقل شيخي محمد رسول الله ،
وإن سألوك عن جماعتك فقل جماعتي المسلمين،
وإن سألوك عن لباسك فقل لباسي التقوى،
ولا يسلم القلب إلا أن يسلم من ِشرك يناقض التوحيد،
قيل للإمام مالك : ما يقعدك بين الأموات؟ قال: إذا كنت بينهم لا يؤذونني،
وإذا غبت عنهم لا يغتابونني، وهذا ما نحن أحوج إليه)).
[5] كيف تكون الحياة الطيبة؟.
(1) الإيمان بالله وحده والعمل في ذلك...
((عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح!
وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف ينصب!
وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها!
وعجبت لمن أيقن بالحساب غدا ثم هو لا يعمل! )).
((عجبت للمؤمن إن أعطي قال: الحمد لله فشكر،
وإن ابتلي قال: الحمد لله فصبر، فالمؤمن يؤجر على كل حال،
حتى اللقمة يرفعها إلى فيه )).
(2) العمل الصالح لأنّ الطاعة نور في الوجه والقلب وفي القبر وصحة بالبدن وسعة بالرزق،
ولأنّ المعصية ظلمة في الوجه والقلب وفي القبر وداء بالبدن وقلة في الرزق.
(3) ذِكر الله تعالى {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } (الرعد:2.
(4) صحبة الصالحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
: ((إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ,
فحامل المسك إما أن يجذبك وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة؛
ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة)).
(5) الإحسان للخلق.
وقبل الإحسان هناك درجة العدل وهي التوقف على الحدود والحقوق وإعطاء كل ذي حق حقه،
أما الإحسان فهو التنازل عن بعض الحق أو كله، وبهذه الدرجة تزيد المحبة والألفة..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين
منقول