في هذا السن يكون الطفل قد تعلم التعرف على الأم و الأشخاص القريبون منه الذين يهتمون به. و يحاول الطفل محاولة لفت انتباه الأم. و يبدأ الطفل التعلم كيفية الجلوس وحده و يحاول اكتشاف البيئة المحيطة به عن طريق محاولة الإمساك بكل ما يجده أمامه. لذلك على الأم توفير مكان آمن حول الطفل كي تجعله يكتشف بحرية و دون قلق عليه.
ماذا يتعلم الطفل في ذلك السن؟
يمثل الاستكشاف جزء كبير من هذه المرحلة. يكون الطفل مشدود للألوان و الأشكال المختلفة للأشياء المحيطة به. فيمد يديه و يحاول الإمساك بأي شيء حوله و بذلك يتعلم اللمس و يبدأ الإحساس بالشكل و القوام. و مع الوقت تتطور قدرة الطفل على الوصول للأشياء و الإمساك بها. و بمجرد أن يمسك أي شيء بيديه يبدأ في جذبه إلى فمه كي يحاول استكشافه أكثر. و يجب على الأم في تلك الفترة التأكد من آمان الأشياء المحيطة بالطفل و ألا يكون حجمها صغير جدا فيبتلعها الطفل أو تسبب له اختناق.
يبدأ الطفل تعلم الكثير عن اللغة، فيصبح قادر على التمييز بين الأصوات و النبرات المختلفة بالرغم من عدم فهمه لمعنى الكلام. و في نهاية هذا السن يكون قد تعرف و استجاب عند مناداته باسمه.
و يبدأ تعلم كيفية استخدام صوته. فبالإضافة إلى الأصوات غير المفهومة التي كان يصدرها مثل إغغغ، يبدأ إصدار أصوات أخرى مثل ماماما، بابابا، دادادا... و يبدأ الإنصات و التركيز في حركة شفاه الأم عندما تتحدث معه.
يبدأ الطفل أيضا الإحساس بديمومة الأجسام. بمعنى أنه يتعلم أن الأجسام موجودة دائما حتى و إن كانت بعيده عن نظره. فيحاول البحث عن الأشياء التي تخفيها الأم عنه، و يقوم بدفع اللعب أو الأشياء التي في يديه إلى الأرض حتى يجد الأم تسترجعها له مرة أخرى. و بذلك يتعلم أن الأجسام و الأشياء موجودة حتى بعد تركها أو عدم رؤيتها.
و يبدأ الطفل تعلم السبب و النتيجة فكل فعل يقوم به له رد فعل. و يحاول البحث عن طرق أخرى ليجد رد الفعل. فعند إعطائه لعبتان مثلا إحداها يقوم بإصدار صوت أو موسيقى عندما يضرب الطفل عليها أو يقوم بإسقاطها، و الأخرى لا تصدر صوت نهائيا. نجد الطفل يكتشف في البداية بالصدفة أنها تصدر صوت عند الضرب عليها فيبدأ تكرار الضرب عليها كي تصدر صوت و يجد رد فعل لما يفعله، و يتعلم أنه عندما يقوم بضربها أو إسقاطها تصدر صوت. ثم عند إعطائه اللعبة الثانية يبدأ الضرب عليها و إسقاطها فيجد أن النتيجة مختلفة تماما فهذه اللعبة لا تصدر صوت. و بذلك يبدأ الطفل اكتساب و تعلم أفكار جديدة.
كيف تشجع الأم طفلها على التعلم؟
حان الوقت الآن كي توفري لطفلك مكان آمن كي يقوم باستكشاف المكان المحيط به دون قلق. فمع نهاية الشهر السابع يبدأ الطفل التقلب و الجلوس و إمداد يديه كي يمسك بأي شيء حوله. و سريعا دون أن تدري ستجدي طفلك بدأ يحبو و ينطلق.
قومي بتخصيص مكان للعب الطفل، و احرصي أن يكون به لعب مختلفة الأشكال، الأحجام، و الألوان كي تحفزي الفضول و الإبداع لدى الطفل. لا تهتمي بأعداد اللعب بقدر ما تكون تلك اللعب تنمي تفكير الطفل و تجعله يتعلم من خلالها.
من الضروري أن تظهري لطفلك ردود أفعال لما يفعله. قومي بالرد علية بنفس الأصوات التي يصدرها. فبذلك تشجعي طفلك على الاستمرار في استخدام صوته للتعبير عن نفسه. و يبدأ يسمع صوت اللغة و يتعلم المحادثة مع شخص أخر. وحاولي قول أصوات أو كلمات بسيطة له كي يحاول تقليدك.
بداية من سن 6 شهور عليكي البدء في قراءة الكتب للطفل يوميا. و ركزي على قول أسماء الحيوانات، الأشخاص، و الأشياء الموجودة بالكتاب. وقومي بتقليد أصوات الحيوانات و الأشياء التي تشيري إليها. و عليكي اختيار كتب تحتوي على صور بسيطة و سهلة. و يُفضل بعض كتب الأطفال المصنوعة من القماش أو الكرتون السميك كي لا يتأثر بلعاب الطفل عند وضعها في فمه.
و سوف تستعرض بعض الأفكار لتشجيع الطفل على التعلم و اللعب:
قومي بإخفاء جزء من إحدى لعب الطفل و شجعي طفلك كي يحاول إيجادها.
قومي بتغطية وجهك بيديك ثم ارفعي يديك و قولي لطفلك " إني أراك ".
اجعلي طفلك يكتشف أن ما يفعله يكون له نتيجة أو رد فعل. و ذلك بتوفير الألعاب التي تتحرك أو تصدر صوت عندما يمسكها الطفل.
يمكنك استخدام اللعب المصنوعة من القماش التي تقومي بارتدائها في يديك و تحركيها أمام الطفل ليلعب معها.
اختاري لعب على شكل حيوانات مثل القطة، الكلب و قومي بتقليد صوت كل منها أمام الطفل.